عهود أخرى
هذه
عهود أعهدها إلى إخواننا المُقَتَفين أثرَنا، المتشبثين بطريقتنا،
السائرين على مناهجِنا، ولا نقبلُ منهم عُذراً في التمسُّك بها وهي:
• صلاة الصبح جماعة بالزاوية، ولتجعلوا الروابط لمن لم يحضر
•
قراءة حزبين من القرآن في الصّباح لجميع من يحفظ القرآن الكريم من
الطائفة، وفيها من النتائج الدينية والدنيوية والبرزخية والأخروية ما لا
يعلمُه إلاّ الله جلّ مجده.
• شيءٌ من المذاكرة في العهود المحمّدية.
• الصلاةُ جماعة بالزاوية.
•
الحضور إلى الزاوية قبل المغرب بساعة، ومن تخلّف يُنصف منه، وتكون
المذاكرة في كتابي: (المنن) و(الإحياء)، ولابُدّ ولابدّ عدم انقطاع الدرس
كل يوم، ويوم الجمعة تُحوَّل العمارة (حلقة الذكر) صباحاً.
• أن لا يكون
الأحباب أول داخـل للسوق، ولا آخر خارج منه، فإنَّ أوَّل داخل للسوق
يُكتَب في وفد الشيطان، وأوّل داخل للمسجد يكون في وفد الرحمان (ألاَ إنَّ
حزْبَ الله هُمُ المُفلحون)(64).
• التهجير يوم الجمعة للمسجد بساعة ولابدّ ولابدّ، فإن أوّل بدعة حدثت في الإسلام هي تركُ التبكير للجمعة.
• أن يصحَبَ أهلُ العلم معهم كتاب "تفسير الجلالين" لتكونَ قراءة القرآن مصحوبة بشيء من التّمعُّن ولابد ولابد.
•
والإكثار من الصلاة على مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الواسطة
في أمدادنا الحسية والمعنوية من الصلاة والسلام عليه ليلة الجمعة ويومها،
ويوم الاثنين وليلته ولابدَّ. وليكن ذلك إمّا (بصلاة المتردي) أو بـ: (صلاة
القاسم)(65).
• جثو الإخوان في طلب العلم آناء الليل وأطراف النهار،
وحِفظ متون ما يقرأون. فإن حفظ المَتْن يُعين على استحضار الشرح وقتاً آخر،
بخلاف المطالعة وحدها لا تُنتج ذلك.
• تَفَقُّد من لم يحضر من الإخوان،
وتعاهُدُه، وشدةُ المعاهدة، وتفقُّدُه في دراه وحانوتِه، فإنّ المرءَ
كثيرٌ بإخوانه. واستكثروا من الاخوان، واستكثروا من الإخوان، واستكثروا من
الاخوان، فإن لكل مؤمنٍ شفاعة يوم القيامة.
• ولا يتخلَّف أحدٌ عن
القيام بحلقة الذكر، فإنّ حلقةَ الذكر مَهَبُّ الإمداد والتجليات، ومُسقط
الرحمات، ومَحلُّ نزول البركات، ومنـزلُ مطالعة الغيوب، ومفاتحة طوالع أهلة
الجيوب، وفتح أقفال القلوب، وجلاء الصّدإ عن مرآة الروح، ومورد تواتر
الفتوح. وقد جربت الحلقة من صغري فوجدت أنها تورث جمعية القلب على الله
تعالى ولا تُنالُ تلك الجمعية بغيرها خصوصاً مع اتحاد القلوب، وارتباط
الأرواح، وعدم وجدان الأجانب فيها ظاهراً وباطنا، وجرّبت أنها تورث ذبولا
في النفس، فلا تتحرك لطلب المعصية أصلاً، ثم بتواتر الحضرات الذِّكرية
تتمكّن قوة النور من القلب فيصير على نور من ربِّه(66).
———————————————
(64) - سورة المجادلة – الآية 22.
(65)– من صلوات الشيخ الإمام سيدي محمد الكتاني رضي الله عنه.
(66)– المصدر رسائل الشيخ المؤسس – مخطوطات الخزانة الكتانية – سلا.
الحضور إلى الزاوية عصر يوم الجمعة
يقول الشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني قدس الله سره في إحدى رسائله بخصوص الحضور للزاوية عصر يوم الجمعة ما يلي:
•
فجاملوا – إخواني – من حضر من الإخوان – للزاوية عصر يوم الجمعة –
وعظِّموه، واعرفوا قَدْرَه، فإن الإنسان لا يترك شهواته وأهواءه ويأتي
للزاوية للذكر، لاشك أن صُحْبة الله سبحانه وتعالى غلبت عليه. فينبغي أن
يُعرف له ذلك، فإن الشريعة كلها سياسة لمن يعلم.
• واسردوا كتُبنا، واكتموا منها ما لا تَقبلُ بعضُ العقول إدراكَه.
• واذكروا أورادكم كما لقّنّاكم إياها أولا، فما أراكم تذكرونها اليوم، وكل ذلك من نقض العهد.
• ولا نُسامح الفقراء أيضا في عدم صلاة عصر يوم الجمعة في الزاوية، ويمكثوا هناك إلى أن يتفرّق الجمع، ولا يتخلف أحد.
وقد
دعونا فيمن تخلّف عن صلاة العصر وما بعدها يوم الجمعة بالزاوية أن يُعسّر
الله عليه رزقه، ومن ثابر عليها أن يُقْبِلَ الله عليه بوجهه الكريم.
_________________
(
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا
رَحِيمًا )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ورد عصر يوم الجمعة
هذا الورد للشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني رضي الله عنهما يقرأ بعد صلاة عصر يوم الجمعة، ونصه:
1. اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأميّ وعلى آله وصحبه وسلم تسليما (80 مرة).
2.
اللهم أنت ربّي لا إله إلاّ أنت خلَقْتني وأنا عبدُك وأنا على عهدك ووعدك
ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوءُ لك بنعمتك عليَّ وأبوءُ بذنبي
فاغْفر لي، فإنه لا يغفر الذنوبَ إلاَّ أنت (3 مرات).
3. اللهم إنّا
نسألك إيماناً دائماً، ونسألك قلباَ خاشعاً، ونسألك علماً نافعاً، ونسألك
يقيناً صادقاً، ونسألك ديناً قيماً، ونسألك العافية من كل بلية، ونسألك
تمام العافية، ونسألُك دَوَام العافية، ونسألُك الشكرَ على العافية، ونسألك
الغنى عن الناس. اللهم أحسِنْ عاقبتنا في الأمور كلها وأجِرنا من خزي
الدنيا وعذاب الآخرة (3 مرات).
سبحان ربك ربّ العزَّة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدُ لله ربِّ العالمين.
4. حسبنا الله ونعمَ الوكيل (10 مرات).
5. يا ربّنا اجعلْ خير عُمري آخره * وكُنْ لنـا عند كـروب الآخِرَه
وثبت اللِّسانَ عنـد النَّـزع * بالقـولِ الثابـتِ وفـاقَ الشّرْعِ
تولَّنـا عنـد حُلول الرَّمـس * ولا تُعـاملْنـا بـشـرّ النّفـسِ
وكُن مُؤْنِسي إذا الأهلُ ذَهـبْ * عنّي وصِـرْتُ موحشاً بين التّرابْ
وارحَمِ عظامي حين تَبْقى نَخـِرَةْ * مـن أثـرات حَثيـات زاخـرَةْ
أنـا المُسَيْكِنُ أنَخْتُ وِزْري * بأَكْـرَمِ الكِـرامِ فارفَعْ قـَدْرِي
وقابـل المُسيء بـالإحْسـانِ * واستُـر عـوراتٍ لـهذا الجاني
فيمن وهَبْ مُسيئَنا لمنْ قَدْ أحسَن * شِنْشِنَـة تعرف فيمـا قـد جنى
ما نرجوهأنا الكسيرُ قـد أنَخْتُ رَحْلَتِي * ببـابِ مَـنْ أرجوه يـومَ شدّتي
إنّا رَجَوْناكَ لِدَفْعِ المُعضلات * في الـدين والدنيا ورفْعٍ الدَّرجات
يا ربّ إن عـذَّبْتَ كلّ مُصاب * فـلا تعذّبنا بـذل لحِجـاب(67)
(3 مرات)
6. لا إله إلاّ الله محمد رسول الله (12 مرة).
7.
اللهمَّ صلِّ على سيدنا ومولانا أحمد الذي جعلتَ اسمَه مُتَّحداً باسْمِك
ونَعْتِك، وصورةَ هيكلِه الجِسْماني عَلَى صُورةِ أنموذج حقيقة خلقَ الله
سيّدنا آدم على صُورَتِه، وفجَّرتَ عُنصُرَ موضوع مادة محمولهٍ من أنية أنا
الله بلْ حتى إذا جاءه لم يجِدْه شيئا ووَجد الله عنده، وآله وصحبه وسلِّم
(مرة واحدة).
8. اللهمَّ صلِّ على من رُوحُه محرابَ الأرواح والملائكة والكون.
اللهمَّ صلّ على مَن هو إمام الأنبياء والمرسلين.
اللهُم صل على من هو إمام أهل الجنة عباد الله المؤمنين وآله وصحبه وسلم (3 مرات)، وتزيد في الثالثة:
سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
9. اللهم مغفرتك أوسَع من ذنوبنا، ورحمتك أرجى عندنا من عملنا (3 مرات).
-
سبحان ذي المُلك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا
يموت. سُبُّوح قُدُّوسٌ ربّ الملائكة والرُّوح، ملء الميزان ومَبْلغ
العِلم، ومُنتهى الرّضى، ومُنتهى الرحمة، وعَدَدَ ما خطَّه القلم وسبقتْ به
المشيئة (3 مرات).
10. يا أوَّل الأوّلين، ويا آخِرَ الآخرين، ويا
ذا القُوّة المتين، ويا راحِم المساكين، ويا أرحم الراحمين، اللهم إنك تعلم
سريرتي وعلانيتي فاقْبَلْ معذرتي وتعلم حاجتي فأعْطِني سُؤْلِي، وتعلمُ ما
في نفسي فاغفِرْ لي ذنبي.
- اللهم إني أسألك إيماناً يُباشرُ قلبي، ويَقينا صادقا حتَّى أعلم أنه لا يُصيبني إلاّ ما كتبتَ لي، ورضني بما قسمتَ لي (10 مرات).
11. الله لطيف بعباده، يرزق من يشاء وهو القوي العزيز، لا تُدركُه الأبصار وهو يُدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير.
•
إنّ ربّي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم، ألَمْ ترَ أنّ الله أنزل
من السّماء ماءً فتُصْبِحُ الأرضُ مُخضرَّة إن الله لطيف خبير.
• يا بني إنّها إن تكُ مثقال حبّة من خَردَل فتكن في صخرة أو في السّموات أو في الأرض ياتِ بها الله إنّ الله لطيف خبير.
• واذكُرْنَ ما يُتلى في بيوتِكُنّ من آيات الله والحكمة، إنّ الله كان لطيفا خبيرا. ألا يعلم من خلقَ وهو اللطيف الخبير.
•
اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي الأمّي وأزواجه أمَّهات المومنين وذريته
وأهل بيته، كما صلَّيتَ على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد (مرة واحدة).
• سلام قولاً من ربٍّ رحيم (7 مرات)
• اللهم يا لطيفا بخلْقِه، يا عليماً بخلْقِه، يا خبيراً بخَلْقِه، ألطُفْ بنا يا لطيف يا عليم يا خبير (مرة واحدة).
• يا لطيف (100 مرة).
• الله لطيف بعباده... إلى خبير. (مرة واحدة).
• يا لطيف (29 مرة).
• وفي الأخير ترفع يديك وتقول في خشوع:
• لا إله إلاّ أنتَ يا حنّان يا منّان، يا بديع السموات والأرض. يا ذا الجلال والاكرام (3 مرات).
• سبحان ربك ربّ العزّة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
———————————————
(67)– انظر القصيدة في ديوان الشيخ الكتاني تحت عنوان التوسل الصغير ص 349.
_________________
(
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا
رَحِيمًا )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
حلقة الذكر وكيفيتها
الذكر
– في الإسلام – مادة حيوية روحية، به يتجدّد الإيمان في قلب المؤمن،
ويُعينه على الإخلاص، ويقوّي فيه المراقبة لله، ويمكنه من رسوخ عقيدته في
الدّين، وهو العمدة والأساس، الذي تدور عليه شعائر الإسلام، من صلاة وصيام
وحج وتهليل، إذ هو روح هذه الأعمال في العبادات، ولُبّها وجوهرها.
(وأقمِ الصَّلاة لذِكْرِي) (68).
وبهذه
الترتيبات التشريعية التعبُّدية يبقى (الفرد) مرتبطاً بربه، والجماعة
بخالقها، في جو روحاني، مفعم بالإيمان والنور، على نهج قويم، وسلوك مستقيم،
قياماً بما لواجب الربوبية من حقوق العبودية. وقد وصف القرآن الكريم
والسنة النبوية، الذكر والذاكرين بصفات حسنة،ونعوت جميلة، لما للذكر من قيم
عملية وحقيقية في ميزان الأعمال الصّالحة، من القُربات والمَثوبات من ربّ
العالمين. فجاء التنويه بالذكر، والأمر به للفرد وجوباً، في إطار
الاستمرارية والتجدد، حافزاً إياه للتعلّق به في قوله تعالى:
(واذكر ربَّكَ في نفسكَ تضرعاً وَخيفَة) (69). كما خاطب الجماعة به ودلَّها عليه، وحبّب إليها الإقبال عليه، لتعمر
به أوقاتها، وتجلو بأنواره العظيمة قلوبها وأرواحها، فقال سبحانه:
(الذين يَذكرونَ الله قياماً وقًُعوداً وعلَى جُنُوبِهم) (70)، حيث أثبت للذّاكرين – حالة ذِكرهم – صفات خاصة، بصُورٍ عملية
محسوسة، وهي القيام، والقعود، وعلى الجُنُوب، تيسيرا وتسهيلا عليهم، حتى
يَشملَ الذّكرُ جميعَ حالات الشخص وأحواله، سواء أكان منفرداً وحده، أم
وُجد في جماعة، فيبقى الكلّ متلبسا به متمسِّكاً، محافظاً عليه على
الدّوام.
وللذّاكرين في مجالس ذِكْرهم خصوصيات ثابتة، ومزايا شريفة،
ليست لغيرهم، لأنهم يرتعون في رياض الجنة، ويُباهي الله بهم ملائكتَه،
وكفاهم بذلك فخراً وذخرا.
وللذِّكر كيفيات معلومة جاءت على منهاج
الذاكرين حسب مَشْرَبهم في طريقة سلوكهم، مشروطة بشروط مقرَّرة محكومة
بضوابط ثابتة، مصحوبةٌ بآداب إسلامية، مرتبطة بتوجيهات نبوية، تنشيطاً
للذاكرين، واستنهاضاً لهِمَمِهِم، وتقويةً لأرواحهم، في سرِّهم وجهرهم.
وحلقة الذِّكر، أي تحلُّق الذاكرين، وقوفاً في جماعة مومنة، راغبة في ذكر
الله، متحابة فيه، متآلفة من أجله، واقفة ببابه، لائذة بعليِّ جنابه،
متماسكة الأيدي، متؤازرة متعاضدة، يقفون مُتحلِّقين على شكل دائري، وهم
يتحركون، ويتمايلون، ويذكرون، ويتواجدون فرحاً بمذكورهم، فيتيهون على
الأكوان طرباً وسرورا.
وللحلقة على منهج مؤسس الطريقة الكتانية الشيخ سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني افتتاح واختتام.
أما صورة فتح (حلقة الذكر) في البداية، فهي:
أولا: أن يُفتتحَ بقراءة (الصلاة الأنموذجية):
"اللهم
صل على سيدنا ومولانا أحمد الذي جعلتَ اسمَه متّحداً باسْمِكَ ونَعتِك،
وصورةَ هيكله الجسماني على صورة أنموذج حقيقة خلقَ الله سيدنا آدم على
صورته، وفجّرْتَ عُنْصُرَ موضوع مَادة محموله من أنية أنا الله، بل حتَّى
إذا جاءَه لم يَجدْهُ شيئاً ووجد الله عنده، وآلِه وصَحْبه وسلَّم".
ثانيا: ثم يُقرأ (الاستغفار) بلفظ:
"أستغفر الله العظيمَ الذي لا إله إلاّ هو الحيُّ القيُّوم وأتوبُ إليه" (خمساً وعشرين مرة – 25).
ثالثا: ثم (الصلاة الأنموذجية)، ثم سُبحانَ ربّكَ ربّ العزَّة عمّا يَصفون وسلام على المُرسلينَ، والحمد لله ربّ العالمين.
رابعا: ثم: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ
العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدّين، إيَّاك نعبُدُ وإيَّاكَ
نَسْتعين، اهْدِنا الصّراطَ المُستقيم، صِراطَ الذينَ أنعمّت عليْهِمْ،
غَيِْر المغضوبِ عليهم ولاَ الضَّالّينَ (مرة واحدة بصيغة مجوّدة معلومة).
خامسا: ثم سورة الإخلاص (ثلاث مرات):
بسم
الله الرحمن الرحيم، قُل هو الله أحد، الله الصّمد، لمْ يلِدْ ولمْ يولَد،
ولمْ يكُنْ له كفؤاً أحد"، (ويُهدي ثواب ذلك للحضرة المحمّدية عليها
الصّلاة والسلام). سبحانَ ربِّك ربّ العزَّة عمَّا يصفُون، وسلامٌ على
المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
سادسا: ثم (الحلل) وهي مقدمة الدخول المباشر في (حلقة الذكر) ويُسيّرها غالباً
المُنشدون بإشراف المقدَّم أو من ينوب عنه، وهم في حالة جثو على الرُّكَب،
مردّدين الهيللة (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) على مرحلتين: (ست مرات)
ثم (سبع مرات) في صيَغ مختلفة يُراعى فيها النطق بتجويد كلمات الهَيْللة
التي تُردَّدُ يميناً وتكرَّر يساراً، وفي المرحلة الثانية يأخذون في
الإسراع تدريجيا مع مراعاة تجويد النطق بالحروف دائماً، إلى أن يتهيأ
الملتفّون للاندماج في الذكر وقوفاً في حلقة متراصة، ولا يُسمح لأحد أن
يحيدَ عن مكانه أو يتحرك عن الصّف أو يعبّر بالنُّطق، أو بتصويت، أو بحركة
بالغة مما يُشوّشُ به على الذّاكرين، أو يُخالف بذلك شروط الانخراط في
(حلقة الذكر) المقرّرة مما يميّز حلقة الذكر التي خطّطها رضي الله عنه
لمقتضيات الآية الكريمة
(... يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم).سابعا: أما بعد خَتْم (حلقة الذكر) فإذا اتّسع الوقت فشيء من السَّماع (الأمداح) يُخلَّل بالكلمات المشرقة.
ثامنا: تُقرأ المُناجاة "للشيخ المؤسس بالنص: "يا هادي اهْدِنا لمشاهدة ذاتك
الأقدس في كلّ وجْهة..." وإن لم يكن عندكم وقت فليكتفى (بحلقة الذكر)
وبعدها تُقرأ "الفاتحة" جماعة بالصيغة المقرّرة، ثم تُقرأ "الصلاة
الأنموذجية" أيضاً جماعة ثم (سُبحانَ ربّكَ ربّ العزّة عمّا يصِفون،
وسَلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين).
تاسعا: ثم يُقرأ الدعاء سرّا ويُختتم بقراءة:
(ربَّنا آتِنا منْ لّدُنْكَ رَحْمةً وهيّئ لنا من أمرنا رشَداً) (71) ثم ليُصافح كلَّ الذين بجانبه، ثم يتصافح الناسُ بعضهم بعضاً، وقامَت بربّها الأشياء(72).
وقال رضي الله عنه في رسالة موجّهة لفقراء الطريقة الكتانية بمراكش وهي خاصة (بالعهود) في العهد الثاني عشر ما نصُّه:
"...
ولا يتخلَّف أحدٌ عن القيام بحلقة الذّكر، فإنّ حلقة الذّكر مصبُّ
الإمدادات والتّجليات، ومسقط الرحمات، ومحلّ نزول البركات، وفتح أقفال
القلوب، وجلاء الصّدإ عن مرآة الروح، ومَوْرد تواتر الفتوح، وقد جرَّبْتُ
الحلقة من صغري (يقول الشيخ المؤسس) فوجدتُ أنها تورثُ جمعية القلب على
الله تعالى، ولا تُنال تلك الجمعية بغيرها خصوصاً مع اتحاد القلوب، وارتباط
الأرواح، وجرّبتُ أنها تورث ذبولاً في النفس فلا تتحرّك لطلب المعصية
أصلاً، ثم بتواترها تتمكّن قوة النور من القلب، فيصير على نور من ربّه، حيث
يقول المولى سبحانه في كتابه العزيز:
(إنما
المُومنُون الذينَ إذَا ذُكرَ الله وَجِلتْ قلوبُهم وإذا تُلِيَتْ عليْهم
آياتُه زادَتْهُم إيماناً وعلى ربّهم يتوكّلون، الذين يُقيمون الصَّلاة
ومـمَّا رَزَقْناهم يُنفقون، أولئك هُمُ المومِنون حقّاً لهمْ دَرَجاتٌ عند
ربّهِمْ ومَغْفرَةٌ ورِزْقُ كريمٌ... ) (73).
وجاء في رسالة
الشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني قدس الله سره، بخصوص
حلقة الذكر (العمارة) حين الكلام على "الفواحش والمصائب" التي تنشأ عن
انتقال الفقير في العمارة من بين ذاكرين وغيرهما، ومروره وسط العمارة من
غير إذن:
"... ومنها أنه لم يفهم قول الله سبحانه في الحديث القدسي:
"أنا جليس من ذكرني"(74). وقول مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"الذّاكر جليس الله". ولاشكّ أن مجالسة الله تعالى تحتاج إلى أدب وحياء
وعلم".
• ومنها أن العمارة بمنـزلة الصلاة، وهل يُمكن للمصلي أن يخرجَ من صفّ بعد ما كبَّرَ إلى صفّ آخرَ شهوةً.
• ومنها أن خروجَه من بين إخوانه الذاكرين بنظره، هو إذاية أولياء الله ومعاداتهم.
أخرج
الإمام البخاري عن سيدنا أنس، وسيدنا أبي هريرة، عن مولانا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أنه قال عن الله سبحانه: "من أهانَ لي وليّاً فقد
بارزَني بالمحاربَة" قال في الزواجر: لا أشدَّ من وعيد مُحاربة الله العبد،
إذ مُحاربة الله لم تُذْكَرْ إلاّ في أكل الربا، ومعاداةِ الأولياء، ومن
عاداه الله لا يفلح أبداً.
فتجبُ التوبةُ على من صدر منه ذلك، وأن لا يعودَ.
•
ومنها التزيّن للمخلوقين بما يَحْرُمُ التزيُّن به. روى الديلمي: "حبُّ
الثناء من الناس يعمي ويَصمُّ"(75). وفيه أيضا وعيد شديد، وهو قوله صلى
الله عليه وآله وسلم: ومن تمام حديث: "... ومن التمس رضى الناس بسخطِ الله،
سخط الله عليه، وسخط عليه النّاس..." وروى البيهقي: من أراد سخط الله ورضى
النَّاس، عاد حامدُه من الناس ذمّا".
• ومنها أنه خرج عن شروط
مُريد الإرادة الذي ترك اختياره لاختيار غيره، وإرادته لإرادة غيره، وهواهُ
لهَوى غيره، فإذا به اختار هو لنفسه ما أراد.
وفي الحكم القُدسية: "إختاركَ، واختارَ لك، ودبَّركَ، ودبَّر لك، فاختيارُك وتدبيرُك خبَالٌ".
• ومنها أيضا: "لو وُكّلت إلى نفسك وعقلكَ وعلمكَ وتدبيرك لاختطفتك الشياطين اختطافاً، وأنت لا تَعُدُّ حفظك إلا بحولك وقوتك.
(ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبدا ولكنّ الله يُزَكّي من يشاءُ والله سميعٌ عليمٌ) (76).
• ومنها أنه حقر من كان بينهما في الصَّفِّ ولم ينظُرهما بعين التعظيم والإجلال، وشَهد هو لنفسه أنه أحسَن منهما مع أن ذلك بالعكس.
قال القائل:
فلا تَحقِرَنَّ شيئاً مـن النّاس عَلـَّهُ * وليُّ إلاه العـالَمين ولا تـدري
• ومنها أنه ادعى الجهة، وأن الله في الجهة التي اختارها هو، وليس في الجهة التي انتقل منها، والله تعالى يقول:
(وهو معكم أين ما كُنتم) (77) فإن ادّعى أن من كان بينهما لا يُحسنانِ كيفيّة العِمارة (حلقة
الذكر) فيُقال له: (النسْبَةُ الطاهرة لها أدبيات، ومن الأدب أن يبقى
بينهما ويُعلّمُهما الكيفية حتى يتعلّمان ويتعودان، ولك في ذلك الأجرُ
والثواب.
وفي الحديث: "لا يكونَ المؤمنُ مؤمناً حتى يُحبّ لأخيه ما
يُحبُّ لنفسه"(78). وهذا هو المطلوب في الدخول في الطريق: "الناجي يأخذ
بيَد أخيه".
———————————————
(68)– سورة طه – الآية 14.
(69)– سورة الأعراف – الآية 206.
(70)– سورة النساء – الآية 191.
(71)– سورة الكهف – الآية 10.
(72)– المصدر رسائل الشيخ المؤسس – مخطوطات الخزانة الكتانية – سلا.
(73)– سورة الأنفال – الآيات 2-4.
(74)– رواه العجلوني في كشف الخفا 1/232 والزبيدي في إتحاف المتقين 6/287 والسيوطي في الدرر المنـتثرة 24.
(75) – رواه الزبيدي في إتحاف المتقين 8/239 والعارفي في المغني عن حمل الأسفار 3/272 أطراف الحديث 4/519.
(76) – سورة النور – الآية 21.
(77)– سورة الحديد – الآية 4.
(78)- رواه المتقي الهندي في كنـز العمال 828 والهيثمي في مجمع الزوائد 8/16 والزيلعي في نصب الراية 4/28.
_________________
(
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا
رَحِيمًا )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اسم الله اللطيف ومقاماته
اللهم صل وسلم وبارك على كنـز الهداية، وأشرف الدلالة، وعلى آله وصحبه عدد الألطاف الجاريات.
نأذن
لإخواننا ونجيزهم بسندنا المتصل بقراءة اللطيف بمقاماته الخمسة في كل وقت
وحين، بشرط الطهارتين، واستجماع القلب على الله تعالى، والتوجه إليه سبحانه
في خلوة، مستقبلا القبلة بالترتيل والطمأنينة، وفي وقت السحر أو قبل
الزوال لقضاء مأرب، أو طلباً للفرج، على أن يُبْتدَأ ذلك بسيد الاستعفار،
وهو كما يلي:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا
على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي
وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"(79).
أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
الزَّجْر
وهو: "الله لطيف بعباده يرزق من يشاء، وهو القوي العزيز، لا تدركه
الابصار، وهو يدرك الابصار، وهو اللطيف الخبير(80)، إن ربي لطيف لما يشاء،
إنه هو العليم الحكيم، ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض
مخضرة، إن الله لطيف خبير، يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في
صخرة أو في السموات أو في الأرض يات بها الله، إن الله لطيف خبير،
واذْكُرْنَ ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة، إن الله كان لطيفاً
خبيراً، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
• اللهم صل على سيدنا
محمد النبي الأمي وأزْواجِه أمهات المومنين وذريّته وأهل بيته كما صليت على
سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد (مرة
واحدة).
• سلام قولا من رب رحيم (7 مرات).
اللهم يا لطيفا بخلقه، يا عليما بخلقه، يا خبيراً بخلقه، الْطُفْ بنا، يا لطيف، يا عليم يا خبير (مرة واحدة).
• يا لطيف (100 مرة)
• ثم يعاد الزجر كله مرة واحدة.
• يا لطيف (100 مرة)
• ثم يعاد الزجر كله.
• يا لطيف (100 مرة)
• ثم يعاد الزجر كله
• ثم يا لطيف (14 مرة)
• ثم يعاد الزجر كله.
وعند تمام الزجر يرفع القارئ يديه ويقول:
لا
إله إلا أنت يا حنان يا منان، يا بديع السمـاوات والارض، يـا ذا الجـلال
والاكـرام (3 مرات) ثم: اللهم كما لطفت بخلق السماوات والأرض، ولطفت
بالأجنة في بطون أمهاتها، الطف بنا في قضائك وقدرك لُطْفاً يليق بكرمك
برحمتك يا أرحم الراحمين (3 مرات)
أما مقامات اللطيف الخمسة فهي كما يلي:
1. عدد: 129
2. عدد 314
3. عدد 4444
4. عدد 16641
5. عدد 116487
ولشرح عدد هذه المقامات نجد ما يلي: ل ط ي ف
(اللطيف
الصغير) عدده: 129[ 30+ 9+ 10+ 80= 129] ثم نضربه في نفس العدد:
129x129=16641، وهذا هو عدد (اللطيف المتوسط)، ونفس العدد نضربه في العدد 7
أيام:
16641 x 7 = 116487 وهذا هو اللطيف الكبير.
أما العدد: 314 فهو على عدد الرسل.
وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال، وهدانا وإياكم للصراط المستقيم، وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير، والهادي إلى سواء السبيل.
———————————————
(79)- أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الدعوات – الحديث 6323 ص 1339.
(80)- سورة الشورى – الآية 19.
ذكر الحسبلة
حسبنا الله ونعم الوكيل
فيما يلي ذكر الحَسْبَلة للشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني، كما كان يذكره رضي الله عنه. وأوصانا به.
وقد "ثبت أنه كان يقرأ هذا الذكر في الزاوية، والمُريدون حوله، ومرّة يقرأون وهو يستمع".
أما ذكر (الحسبلة) فهو أن تقول:
"حَسبنَا الله ونِعْمَ الوَكِيلُ" وعدده: (690)
ثم تقرأ (الزجر) في الأول وفي الأخير، وعلى رأس كلّ مائة من الحَسْبَلة، ونصّه:
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسُلطانه القديم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.
"الذين
قال لهم الناسُ إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخْشَوْهُم فَزادَهُم إيماناً
وقالوا حَسْبُنا الله ونِعْمَ الوكيل، فانْقَلَبوا بنعمةٍ من الله وفَضْل
لم يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رضوانَ الله واللهُ ذو فضْلٍ عظِيم(81).
وإنْ يُريدوا أنْ يَخْدَعُوكَ فإنّ حَسْبَكَ الله هو الذي ايَّدَكَ
بنَصْرِهِ و"بالمُومنين"(82). بِسم الله ذي الشأن عظيم البُرهان، شديد
السّلطان، كلّ يوم هو في شأن: ما شاء الله. لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلاّ
بالله العليّ العظيم. اللهم إنّي أستغفركَ من كلّ ذنب تُبْتُ إليكَ منه ثم
عدتُ فيه. اللهم إنّي أستغفركَ من كل عَقْدٍ عقدتُه لك ثم لمْ أُوفِ لَكَ
به. اللهم إنّي أستغفرُكَ من كل نعمةٍِ أنعَمْتَ بها عليَّ فقويتُ بها على
مَعْصِيتِك. اللهم إنّي أستغفرك من كلّ عمَل عمِلتُه لوَجْهِكَ خَالطَه ما
ليْسَ لكَ. وأستغفرك يا عالمَ الغَيْبِ والشّهادة من ذَنْبٍ أَتَيْتُهُ في
ضياءِ النّهار وسوادِ اللّيل في ملإ وخَلإ وسرّ وعلانية، يا حليمُ، حَسْبي
الله الكريم جلَّ أمرُه لديني، حَسْبِيَ الله جلّ جلالُه لدُنياي، حَسْبِي
الله جلَّ شأنُه لما أهمني، حَسْبي الله الحكيم القوي لمن بغى عليّ،
حَسْبِيَ الله الشديد لمَن كادني بسوء، حَسْبِيَ الله الرحيمُ عند الموت،
حَسْبي الله الّلطيفُ عند الميزان،ِ حَسْبِي الله القدير عند الصّراط،
حَسْبيَ الله لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت، وهو ربُّ العرش العظيم".
كما تقرأ (الصلاة الأنموذجية) ونصها:
"اللهم
صلّ على سيّدنا ومولانا أحمد، الذي جَعَلتَ اسمَه مُتَّحِداً باسْمِكَ
ونَعْتِكَ، وصورة هَيْكَلِه الجسماني على صُورةِ أنموذجِ حقيقة خَلَق الله
سيّدنا آدمَ على صورتِه، وفجّرتَ عُنْصُر موضوع مادةِ مَحْمُولِه من أنيةِ
أنا الله، بل حتّى إذا جاءَهُ لمْ يَجِدِهُ شيئاً ووجَدَ الله عِنْدَه،
وآلِه وصَحْبِه وسلم".
———————————————
(81)- سورة آل عمران – الآيتان 173-174.
(82)– سورة الأنفال- الآية 62.
الباقيات الصالحـات،
كيفية ذكرها وسـرها
يسرُّني
أن أُقدّم لكم كيفية ذكر الباقيات الصالحات وسرَّ ذِكْرِها كما هي مَرويّة
عن الشيخ المؤسّس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني رضي الله عنهما،
وكما هي مُدوّنة في الرسائل المتواترة عنه حيث يقول:
"إن الباقيات الصالحات تحثُّ الخطايا حَثّاً، وتُكَفِّرُ ما تقدَّمَ وما تَأخَّرَ من الذّنوب قال:
"وتَفْرقتُها
– بأن تقول "سبحان الله" (33 مرة) و"الحمد لله" (كذلك) و"الله أكبر"
(كذلك) – ألطف وأحْسنُ من جَمْعِها، وكذلك قراءتها عندَ النوم، مُعينةٌ على
الشغلِ كما في قضية سيّدتنا فاطمة الزهراء لما سألَتْ من أبيها عليه
السلام خادماً تُعينها. فمن كانت له صَنْعةٌ من كتابةِ نسخٍ أو غيره وأراد
أن يُعينَه الله تعالى فعليه بها. - قلت وتأمَّلْ ما ذكره سيّدنا الشيخ من
تفْرِقَتِها مع ما اختاره أهلُ الفقه كابنِ عرفة وغيره من جَمْعِها. قلتُ
وهذا الذي قاله سيّدنا أعلى الله مكانتَه هو الذي يظهر لي ويتلمح من قوله
عليه السلام لابنته سيدتنا فاطمة رضي الله عنها: (سَبِّحِي الله ثلاثاً
وثلاثين واحمدي ثلاثاً وثلاثين وكبّري ثلاثا وثلاثين)(83) فإن ظاهر الحديث
الشريف يقضي إفراد كلّ كلمة على حِدَتِها، وإلاّ لو شاءَ جَمْعَها لقال:
قولي: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين...إلخ ونحو ذلك لأنه
أخص وأسهل وأبلغ في التعليم وأيضاً هو مُنافٍ لقوله: واختُصر لي الكلامُ
اختصاراً. قال مولانا الشيخ رضي الله تعالى عنه: وينبغي ذكرها بالأنامل أي
الأصابع لما ورد أنها تشفع للذاكر بها يوم القيامة. قال: ومن هنا يُعلَمُ
خطأ أهل المغرب في تعليمهم السبحة على رأس ثلاثِ وثلاثين، أي ليَذْكُر بها
الباقيات الصالحات لأن ذكرها بالأصابع أفضلُ كما ذكرنا والله أعلم.
———————————————
(83) – أحرجه البخاري في صحيحه – الحديث رقم 379 ص 762 والنسائي في سننه 3/51، والحاكم 1/255.
آية الكرسي
أعدادها وكيفية ذكرها
يقول الشيخ المؤسس سيدي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني بخصوص آية الكرسي ما يلي:
لآية الكرسي أعداد هي:
أولا: العدد (17) ووقتُ ذكره قبل صلاة العصر
ثانيا: العدد (50) ووقتُ ذكره بعد صلاة العشاء
ثالثا: العدد (170) ووقت ذكره قبل صلاة العصر
رابعا: العدد (314) ووقت ذكره قبل صلاة العصر ولذكرها يُقرأ (الزجر) التالي ولفظه:
"أعوذ
بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانِه القديم من الشيطان الرجيم.بسم الله
الرحمان الرحيم، اللهم يا حيُّ يا قيّومُ، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا
الجلال والإكرام، أسألكَ باسمكَ الذي لا إله إلاَّ هو، الحيّ القيّومُ، لا
تأخُذُه سِنةٌ ولا نومٌ أن تُصلّيَ على سيدنا محمد وافتحْ بخَيرٍ، واختِم
بخير وأنت الفتّاحُ العليمُ.
اللهم ارحَمْ ما خلَقْتَ، واغْفرْ ما
قدَّرتَ، وطيّبْ ما رزقتَ، وأتَممْ ما أنعَمْت،َ وتقبَّلْ ما استعمَلتَ،
واحفَظْ ما استَحْفظْتَ، ولا تهتِك ما سَتَرْتَ، فإنه لا إله لنا إلاّ
أنتَ، استغفِركَ من كلّ لذّة بغير ذِكرِكَ، ومن كلّ راحة بغير خِدْمَتِكَ،
ومن كلّ سرورٍ بغير قُرْبِكَ، ومن كلِّ فرحٍ بغيرِ مُجالسَتِكَ، ومن كلّ
شُغْلٍ بغير مُعامَلتِك.
اللهم صلّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا
محمد، ونسألُك جوامِع الخير وفَواتِحه وخواتِمه، ونعوذ بك من جوامع الشّرّ
وفواتِحه وخواتمه، واحفظنا فيما أمرتنا، واحفظنا عما نهيتنا، واحفظْ لنا ما
أعطيتنا يا حافظَ الحافظين، ويا ذاكرَ الذّاكرين، ويا شاكر الشاكرين،
بِحِفْظِكَ حُفظوا، وبذكرِكَ ذَكَروا، وبشُكركَ شكروا، يا غوثُ، يا مُغيثُ،
يا مُستغاث، يا غيّاث المستغيثين لا تكِلني إلى نفسي يا ربّ طرفةَ عَيْن
فأهْلِكَ، ولا تَكِلْني إلى الخلْق فأَضيعَ، سبحان الله والحمد لله ولا إله
إلاّ الله والله أكبر، ولا حوَلَ ولا قُوّةَ إلا بالله، عدد ما خلقَ الله
وعددَ ما هو خالقٌ، وزنَة ما خلقَ وزنةَ ما هو خالقٌ، ومِلء ما خلقَ ومِلءَ
ما هو خالق، وملء سماواته وملء أرضه، وملء ذلك وأضعاف ذلك، وعدد خلقِه،
وزنةَ عرشِه ومنتهى رحمتِه، ومدادَ كلماتِه، ومَبلَغَ علمِه ورضاه، وحتّى
يرضى، وإذا رضِي، وعدَدَ ما ذكره به خلقُه في جميع ما مضَى، وعدَدَ ما هم
ذاكروه فيما بقي في كلّ سنةٍ وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من الساعات،
ونسمة، وشمٍّ ولَمْحة وطرفة من الأبد إلى الأبد أبدَ الدنيا، وأبد الآخرة،
وأكثر من ذلك لا ينقطع أوّلُه، ولا ينفذ آخره،يا من لا تضُرُّه الذنوب، ولا
تنقصُه المغفرة، هَبْ لي اللّهم ما لا يضرُّك، واعطني ما لا ينقصُك، فإنّك
أهلُ التقوى وأهل المغفرة.
اللهم صلّ على سيدنا محمد، وعلى آل
سيدنا محمد، وأسألُك أن تتولاّني بما تولّيتَ به المُعتَنَى بهم من محبوب
البدريّين، وأن تُسكنني دوائرَ ألطَافِكَ الخفية التي عَمِيتْ عنها عيون
الكائنات، وخفِيتْ عليها. يا من لا يشغله سَمْعٌ عن سَمْعٍ، ولا تشتبِهُ
عليه المسائل والأصوات، يا من لا تغلطه ولا تختلف عليه اللغات، يا من لا
يتبرّمُ بإلحاح المُلِحّين، أذِقْني برْدَ عفْوِكَ وحلاوةَ مغفرتك.
يــامـن تحـلُّ بـذكـرِهِ * عُقَدُ النّوائـب ِوالشـدائدْ
يـا مـن إليـه المُـشتـكَى * وإليـهِ أمـرُ الخلقِ عائـدْ
يـا حيُّ يا قيّـومُ يا صَمَـدُ * تـَنـزّه عـن مُـضـاددْ
أنـتَ العليمُ بمـا بُليتُ بـه * وأنـتَ عليـه شـاهـدْ
أنـتَ الـرقيبُ على العبـا * دِ وأنتَ في الملكوتِ واحـِدْ
أنـتَ المُنـزَّهُ يـا بـديــ * ـعَ الخلقِ عن ولد ووالِـدْ
أنـتَ المُـعـزُّ لمَـن أطـا * عـَكَ والمُذِلُّ لِكل جَاحـِدْ
إنـي دَعَـوْتُكَ والهـمــو * مُ جيوشُهـا قلبي تطـارِدْ
فخفـيُّ لُطـفـِكَ يُستعـا * ـنُ به على الزمن المُعَانـِدْ
أَنـتَ المُيسّرُ والمُـسـَبّــ * ـب والمُسهّلُ والمُساعـدْ
يَسّـرْ لنـا فَـرجاً قـريــ * بـاً يا إلاهـي، لا تُبـاعِدْ
كُـن راحِـمِي فلقد أيســ * ـتُ من الأقارب والأباعـدْ
ثـُمّ الصلاة على النبيّ وآلـه * الـغُــرّ الأمـاجــدْ
وعـلى الصّحـابةِ كلّهـِم * ما خَرَّ للرّحمنِ سَاجِـد(84)
———————————————
(84) – انظر مطبوعات الطريقة الكتانية –الرسائل الكتانية – الخزانة الكتانية ـ سلا.
_________________
(
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا
رَحِيمًا )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ذكر البسملة الشريفة
عبدالكبير الكتاني قدس الله سره
بسم الله الرحمن الرحيم
يُقرأ هذا الذّكر بعد صلاة العصر وعدده: 1026 مرة.
ويُبدأُ بقراءة الزّجر التالي في بداية الذكر وعند ختامه، ونصُّه:
"اللهمّ
إنّي أسألك يا الله يا رحمان يا رحيم، أن تفتح لي أبواب فضلك، وأن تنشر
علي خزائن رحمتك بباء البهاء يا باسط، يا غني، يا كريم، وأرغَبُ فيما لديك
بسين السناء يا سميعُ يا عليمُ، وأتوجّه إليك بسرِّ أسرار ميم المُلك يا
مالك يا عظيم، يا ألله يا رحمان يا رحيم أقبِلْ علينا بوجهِك الكريم،
وتوَلَّنا بعَيْنِ العِناية والهداية والولاية يا وليّ يا حليم، واحْمِ
حِمانا بحِماك من كلّ عاهةٍ وزلزلةٍ وشدّةٍ يا رحيم، واكفِنا ما أهمَّنا من
أمرِ الدنيا والآخرة يا الله يا حي يا قيوم، لا إله إلاّ أنت يا كافي.
وأدِرْ على دائرة جمعِنا سُرادقات العز والفخر والمجد والحفظ والرعاية
والصّون والصّيانة والسِّتْر والوقاية.
اللهم أَشْرِقْ علينا من
إشراقِ معيةِ بسم الله الرحمن الرحيم، وألْبِسْنا جَلابيب لُطْفِك وحنانك،
وردّنا برداء العزّ والإقبال والهيبة بقوة رحمات بسم الله الرحمن الرحيم،
وهبْ لنا بسرّ أسرارها وبركات أنوار رحماتِها نفاذ الكلمة في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر اقتداءً بحبيبك ونبيّك سيّدنا محمد ، وأشرب
اللّهم قلوبَنا وجوارحَنا وغضارفنا من بحر حضرات بسم الله الرحمن الرحيم،
حتى تجعَلَ لنا موقفاًَ عظيما في قلوب عبادك بالمحبّة والمودّة والشفقة
والحنان والأُلفة، يا الله يا رحمن يا رحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم". انتهى.
الدور البارز للمرأة
في الطريقة الكتانية
للمرأة
في الطريقة الكتانية دورٌ بارز ومتميز، إيماناً من الشيخ المؤسس سيدي محمد
بن الشيخ عبد الكبير الكتاني أنّ للمرأة دورها الخاص في الحياة المغربية
بصفة عامة، وفي إطار الطريقة الكتانية بصفة خاصة انطلاقا من قول الله تعالى
في كتابه الحكيم (الآية 70 من سورة التوبة): [براءة من الله ورسوله]
[...
والمومنُون والمُومناتُ بعضهُمُ أولياءُ بعض يأمُرونَ بالمعروف
ويَنْهَوْنَ عن المُنكر ويُقيمُونَ الصَّلاة ويُوتونَ الزكاة ويُطيعونَ
الله ورَسُوله أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم](85).
فقد
أطَّر رضي الله عنه المرأة تأطيراً متكافئاً ومتوازياً مع الرجل، أعطاها
مركزاً جديداً شغل متتبّعي هذه الطريقة طويلا يومئذ، وسرعان ما تحقق ذلك
التجاوب الحاصل على مختلف الأصعدة.
لقد حدّد رضي الله عنه مسؤولية المرأة طبقاً لما حدّد به مسؤولية الرجل
- فلها وِرْدُها الخاصّ بها
- ولها دروسها
- وهي أيضاً منقطعة للسياحة للدعوة
- وهي مقدمة لجماعتها
- وتلتزم بالاختيار العَلَني لمُساعديها
- وهي في نطاق الدّعوة تدعو الرّجُلَ وتُعاهِده وتُوَجِّهه
- وبذلك خاضَتْ معركةَ الدّعوة والإرشاد في صورة جعَلَتْ من المريدةِ داعيةً ومقدَّمة وسيّدة الأسرة خصوصاً في البوادي.
وفيما يلي نماذج وردت الإشارة إليها بخصوص هذا الموضوع في عدد من الرسائل الكتانية:
أولا: يقول رضي الله عنه في إجازته لخليفته مولاي علي الدمناتـي – مراكش – بخصوص المرأة:
"..
وأجيزه أيضا بعلم الطريقة أعني طريقتنا الكتانية المتّصلة السَّند به
وبثّها ونشرها وتلقينها للذكور والإناث بالشروط المعلومة عند أهل الطريق
ومنها:
• حفظ الصّلوات في أول أوقاتها مع:
• الخشوع
• وحضور القلب
• وطمأنينته بالله
• وعدم الشغل بغيره
ثانيا: ويقول في نفس الموضوع في إجازته لسيدي محمد بن المعطي السرغيني (قلعة السراغنة) ما يلي:
"..
فأوصيكم بوَلَد قَلْبِنا وشادّ أزرنا الفقيه الصوفي.. سيدي محمد بن المعطي
العمراني الكتاني فإنّه خليفتنا خلافة مُطلَقة لما نعلم من صدقه وحسن
طويته ودلالته على الله بالحال والمقال، وبَذْل النّصح لعامَّة النساء
والرجال، وقد أطلقْنا له الأمر في النظر في مصالح الفقراء والفقيرات، فمن
قدّمه طبقاً لما هو معمول به ورَضيَه للقيام بوظيفِهِ رضيناه فعظّموه
تعظيمنا وأنزِلوه منـزلَتنا، وقوموا بواجب حقّه، ولا تُقَدِموا أحداً عليه،
ومهما أمضى أمراً فقد أمضيناه كيفما كان لما نعلم من حالِه مع الله
تعالى.."(86).
والحمد لله على وجود هذه الطريقة...
ثالثا: ويقول رضي الله عنه في إجازته لخليفته مولاي محمد بن أحمد الزموري في إجازته له ما يلي:
"..
ونؤكد عليكم سادتنا أهل زمور بعد سلامنا على كل واحد منكم باسمه وخصوصاً
المقدَّمين والمقدَّمات أن يكونوا عند إشارة ولد قلبنا المذكور سيدي محمد
بن أحمد الزموري وأن تَحْمِلوه على دوابكم، وتُبالغوا في إكرامه، فإنكم لو
عرفتم قدره لحملتموه على أعناقكم"(87).
رابعا: ويُخاطب رضي الله عنه في رسالة موجَّهة للفقراء الكتّانيّين بدكالة
(بإقليم الجديدة) المقدّم مولاي إسماعيل المغاري ومن معه من "..الفقراء
والفقيرات..".
خامسا: ومن هذه الاستقلالية البارزة نجد أيضاً للمرأة وِرْدها الخاصّ بها وهو ينسجم مع بنيتها وواقعها ويُسمَّى وِرْد المرأة .
———————————————
(85) – سورة التوبة – الآية 71.
(86)– من رسالة الشيخ المؤسس لمحمد بن المعطي السرغيني التي ضمنها إجازته له – مخطوط الخزانة الكتانية – سلا.
(87)– رسالة الشيخ المؤسس لمولاي محمد الزموري – وثائق الخزانة الكتانية – سلا.
ورد المرأة
أو الورد الصغير
أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، "أستغفر الله العظيم
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه)، (مائة مرة) (100).
(اللهم صل على سيدنا ومولانا أحمد سرّ الذات، ولَوْحِ التشكلات، وآله وصحبه وسلم (مائة مرة) (100).
سبحان ربك العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وقد
برز في الطريقة مقدمات وداعيات شهيرات كان لهن الأثر الكبير في توجيه
الفقراء والفقيرات، وإدخالهن إلى الطريقة، وتحفيظهن الورد، كما كانت لهن
قدم راسخة في الدعوة إلى الله والإرشاد، نذكر من بينهن المقدمة المرشدة
الحاجة حليمة العروسية التي اشتهرت بكثرة حجها، وفنائها في الطريقة، وشدة
خدمتها للفقيرات والفقراء حتى دخل على يدها للطريقة الآلاف من مختلف
زوايانا الكتانية التي كانت كثيرة التردد عليها، والسؤال على الفقراء،
والبحث عنهم، وتفقد أحوالهم، وقد طال بها العمر وهي على حالها ثابتة صامدة،
تدعو وتوجه وتقوم بواجبها أحسن قيام إلى أن لقيت الله راضية مرضية رحمها
الله وأثابها على عملها الجليل(88).
ومنهن المقدمة الحاجة رابحة والدة
مقدم زاوية موجو التي نيفت على المائة سنة، لقيت الشيخ المؤسس سيدي محمد
الكتاني وعاهدته وأخذت عنه الورد والطريقة وبشرها – وقد كانت حاملا – بولد
صالح يخرج من صلبها يخدم الطريقة وهو الآن مقدم الزاوية الكتانية بموجو.
وما
تزال المقدمة المذكورة تتمتع بكامل قواها وصحتها برغم كبر سنها، وما زالت
توجه وتدعو إلى الله بالتي هي أحسن، فبارك الله في الوالدة الصالحة وفي
جميع أولادها وبارك فيهم وأعانهم(89).
———————————————
(88) – انظر تفصيل الموضوع في محاضرتنا عن "التصوف الإسلامي في المغرب، الطريقة الكتانية نموذجا".
(89) - المرجع السابق نفسه.
سلسلة شيوخ الطريقة الكتانية حسب ترتيبهم• الشيخ المؤسس الإمام محمد بن عبد الكبير الكتاني ت 1290/1327 هـ.
• الشيخ جبل السنة عبد الكبير الكتاني ت 1333 هـ.
• الشيخ عبد الحي الكتاني ت 1302-1382 هـ.
• الشيخ محمد المهدي الكتاني ت 1307-1379 هـ.
• الشيخ محمد الباقر الكتاني ت 1319-1384 هـ / 1964 م.
• الشيخ إبراهيم الكتاني ت 1328-1401 هـ /1981 م.
• الشيخ زين العابدين الكتاني ت 1359-1425 هـ /2005 م.
• الشيخ الحالي د. يوسف الكتاني حفظه الله ورعاه.
ما خص الله به أهل الطائفة الكتانية
من الفضائل والمزايا
• وأن الرب الكريم اختارهم من يمين القبضة الحكمية، وأعطاهم من فضله من السعادات في سائر الجهات ما لم يعط من أفنى عمره في الطاعات.
• إنهم يكونون يوم القيامة على جبل عال من المسك، وتنصب لهم المنابر من النور، فيغبطهم من يراهم من أهل الموقف.
• وأن الحق تعالى أعطى لكل واحد منهم في كل يوم دعوة مستجابة.
• وأن من رآهم بعين الرضى والتسليم ينال السعادة.
• وأن أصحاب هذه الطائفة لا تصرف لأحد من الأولياء عليهم.
• وأن الحق تعالى خلق لهذه الطائفة ملائكة يستغفرون لأهلها إلى يوم القيامة.
• وأنهم لا يموتون بحرق ولا بغرق.
الشكر الجزيل للسيد الكريم الدكتور أحمد ذوالفقار[/size]